مساحة حُرة

محمد نعيم كركدان

  • بكالوريس إدارة عامة - تطوير تنظيمي 
  • ٧+ سنوات خبرة في أنظمة التحكم عن بعد
  • عضو  في الجمعية الدولية للإنظمة المستقلة



بدايةً قبل الوصول إلى معنى عنوان المقال أودُ أن أطرح للقارئ شرحاً لهذهِ الجملة وماذا يقصد بالـ Unmanned Systems وما هو المتأمل منها في المستقبل القريب أو البعيد؟

                                                                                                      المُكنسة الذكية Roomba
أنظمة Unmanned Systems أي هي "الأنظمة الغير مأهولة أو المستقلة"، و تعني بالمُجمل كل الأنظمةالتي تعمل بشكل شبه مُستقل عن البشر وهي الآلات تحديداً ؛  كالمراكب التي تطفو على سطح مياه البحار وداخلها والمركبات التي تحلق في الجو ومما يجوب الطرق المعبدة وغير المعبدة. ساعدت العوامل البيولوجية الحيوانات والإنسان ببناء بيئة خاصة ومنحتها قدرات متنوعة حيث يتم رعاية هذه الكائنات من قبل والديها لبعض الوقت حيث يتعلمون من تجاربهم الخاصة ويتم تعليمهم كيفية إستخدام هذه القدرات من أجل البقاء. بعد فترة الحضانة يتم إطلاق سراحهم ليصبحوا مستقلين في بيئتهم. من هنا إنطلق المفهوم الطبيعي للإستقلال لدى الفلاسفة فذهب العلماء لتطبيق هذا المفهوم على الآلات. ولذلك تم تعريف الأنظمة المستقلة بقدرة الشيء على إتقان مهامه من تلقاء نفسه لضمان البقاء في بيئة معينة. ولكن لا يزال الوقت مبكرا حتى تفهم هذه الآلات خواطرنا وإيماءتنا لتقوم بأداء تلك المهام عوضاً عنّا. ولكي يكون إطار الصورة مُكتمل دعني أطرح لك مِثالًا بسيطاً عن إحدى هذه الآلات : المكنسة الكهربائية حيث يوجد منها ما تم تطويره ليعمل بشكل شبه مُستقل ومن الطبيعي بتوقعات الخبراء في هذا الحقل الصناعي فإن مثل هذه المكنسة لن تقوم بتنظيف منازلنا  كما هو مُتخيل في عقول الكثير من الناس! وببداهة يمكننا ملاحظة أن حجم هذه المكنسة صغير نسبياً ويعني ذلك أن مخزون القاذورات التي سوف يتم جمعها لا يؤدي الغرض المطلوب كما تقوم به المكانس الكهربائية التقليدية ذات الخزان الأكبر ولكن يعمل العالمُ اليوم جاهداً في تقنين هذه التقنية على أن تكون أكثر اعتمادية فلقد أضافت هذه الآلات إلى حياتنا لمسة عصرية  في أعمالنا اليومية وإستقلالية أكثر.  

ولكن هل يمكن أن يكون لنا دور للتغير في الشرق الأوسط لتسريع هذه العجلة والبحث في حلول ”الأنظمة الغير مأهولة - Unmanned Systems“ ؟!


                                                                                                 إحدى المخطوطات لإبن الجُزري 

 

في عام ٥٧٠هـ الموافق ١١٧٤م سطع لنا نجم المهندس الميكانيكي "بديع الزمان أبو العز الجُزري"، الذي صنع آلات لها طبيعة عمل ذاتية وتأتي ردة فعلها أو حركتها عند تغير مستوى المياه.  ومن وجهة نظري أرى إنه من الصعب التكهن بطريقة عملها بشكلٍ دقيق، ولكن أوروبا قد اعترفت أن التروس القطعية قد ظهرت لأول مرة في مؤلفات الجُزري ولم تظهر في أوروبا إلا بعد قرنين من الزمان وتحديداً في الساعة الفلكية لـ " جيوفاني دوندي - Giovanni Dondi ”. المستقلة لماذا لا توجد أي منصة على شبكة الإنترنت تختص بأخبار واحداث ”الأنظمة   - Unmanned Systems“ باللغة العربية ؟

 لماذا لم يتطرق رواد الأعمال إلى البدء في مزاولة انشطة جديدة في مثل هذا الحقل الفارغ الذي ليس فيه إلا قِلة قليلة؟!  في الحقيقة إن الفرص الاستثمارية في هذا المجال مازالت كثيرة والعالم يتحرك بنشاط مُذهل في هذا المجال! و هذا من إحدى الأسباب التي تدفعني للحديث عنه و نشر أخباره وتقديم الاستشارات الفنية فيه.


اغسطس - ٢٠١٨م